داخل إحدى (علب السجائر) المتسخة التى لفظها (النيل) وقف (الزوج) يوبخ زوجته على غيابها المتكرر :
- معقوله بس اليوم كلو طافشة من البيت وحايمه ما تجى إلا آخر الليل
- (وهى تضم جناحاً وتفرد آخر) : يعنى كمان عاوزنى إتكسر وأقعد أقابلك؟؟ وبعدين هسع كان طفشت وين ما طفشت يعنى ح أبعد ليا أكتر من خمسين متر؟
-(فى حزم) : خمسين متر .. عشرين متر إنتى (زوجه) وعندك إلتزامات زوجيه و..
-(تقاطعه): إلتزامات أسرية بتاعت شنو؟؟ أكتر من إنى أولد ليك قبل يومين (خمسمية وستين) من ولد لى بت تانى أعمل ليك شنو؟؟
-(يجر واطى) : أها قولى ما عاوز منك حاجة .. أها بتمشى وين؟؟
- كمان جابت ليها شكوك؟؟ والله حكاية عجيبة ..إنت ما شايف براك المعيشة بقت صعبة كيف؟؟ دم (مغذى) نمصو مافى .. البشر الشايفم (ساكنين) هنا ديل كلهم (بولوتاريا) وعندهم (أنيميا) ودمهم (تعبان) وملان (فيروسات) شئ (ملاريا) وشئ (تايفويد) وشئ ما بعرفو شنو؟؟
- وقاعده تمشى (تاكلى) وين طيب؟
- ما قاعدة (أشرك) لى نسوان (المسؤولين) والتجار (الكبار) القاعدين يجو يشتروا (الشاف) و(الطلح) من (حاج رمضان) القاعد فى الشاطئ داك .. القاعدة تجى من (المنشية) والبتجى من (قاردن سيتى) ومن (كافورى) عليك أمان الله لو ما كل يوم بلقى ليا (مصة مصتين) دم من ديل كان رقدت سلطه من زماااانك !زى ده ؟؟
- أوريك شنو هو إنت فاضى ليا ؟ ما اليوم كلو نائم و(مركلس)!!
فجأة قطعت حديثها وهى تشير له نحو العربة الفارهه التى توقفت أمام محل (حاج رمضان) الذى كان يفترش أكوام (الشاف والطلح)
- (وهى تطير) : أها لو عاوز تمص ليك (دم) مظبط تعال معاى للنسوان المرتاحات الجو بالعربية ديل !!
فى تلك اللحظة كان الباب الخلفى للعربة الكامرى البيضاء الفارهه يفتح وتنزل منه (سيدتان) فى مقتبل العمر تبدو عليهن علامات الدعة و(الترطيب) مما لا يدع مجالا للشك بأنهن ينتمين إلى إحدى شرائح المجتمع الموسرة (الجديده) من مسؤولين ، أثرياء غفلة ، سماسرة يخوت ، أو تجار (إغاثات) … الثياب اللندنية المشجرة التى إنحسرت عن (شعر) أسود مصفف حالك تتخلله (خيوطا) من (الميج الذهبى) التى تنسجم مع (الأقراط) الذهبية المتدلية من (الأذنين) ، البشرة (الرايقه) البيضاء التى زادها (الدخان) إحمرارا مصفر مائل إلى اللون النحاسى تجعل من (الحنة السوداء) الداكنة المنقوشة بعناية على القدمين والراحتين شيئا خرافياً .
بينما كان (السائق) الذى يرتدى (بدلة سفارى) بنية اللون ويضع نظارة شمسية (على الرغم من أن الشمس على وشك مفارقة السماء) يقوم بوضع (شريط كاسيت) هابط وهو يثبت (سماعة) الموبايل على أذنيه كانت إحدى السيدتين تخاطب (حاج رمضان) بائع الطلح بينما وقفت الأخرى بجانبها وهى تمسك بالموبايل بيدها :
- أدينا يا حاج (طلح) بى عشرين ألف بس يكون كويس
بينما كان (الحاج) يقوم بوضع (الطلح) على (الكيس) كانت (أنثى البعوض) قد إتخذت لها موقعاً إستراتيجياً متقدما محدده هدفها بدقة وهو (رقبة) إحدى السيدتين فى ذات المكان الذى يتدلى منه (كرسى جابر) :
- (وهى تنتفض وتهرش على مكان العضة) : واااى يا ثريا قرصتنى حاجه .. (مواصلة) إنت يا حاج الشاطئ بتاعكم ده مالو كده ؟؟
- ده يا بتى (البعوض)
- لكن يا حاج (باعوضكم) ده ما ببالغ عدييييل كده .. والله (قرصتا) ذى النار !!
لم يكد (حاج رمضان) ينتهى من ربط (كيس الطلح) وتجهيزه حتى صاحت (السيدة الأخرى) وهى تهرش مكان (إستيك الساعة) الغاطس على معصمها المتورد :
- أحييييا .. والله كلامك صاح يا (نعمات) .. والله يا حاج عندكم هنا حاجات فظيعه !!
فى تلك الأثناء كان (ذكر البعوض) قد جلس أمام (زوجته) على حافة (كيس الطلح) وهو يمسح فمه بعد تلك (المصة) لتلك (الفصيلة العسلية) من الدم التى لم يسبق له أن إرتشف مثلها !!
قامت (ثريا) بنقد الحاج عشرة ألاف جنية جديدة فى ذات اللحظة التى قام فيها (السائق) بالنزول من العربة وحمل الكيس لوضعه داخل (الضهرية) غير أن (ثريا) لسبب أو لآخر قد أشارت إليه بأن يضعه معهن فى المقعد الخلفى الذى جلستا عليه بينما إنطلقت العربة من (شاطئ أب روف) بشارع النيل فى إتجاه (كبرى النيل الأزرق) .
أطلت (انثى العوض)من (كيس الطلح) المستلقى على أرضية العربه فوجدت أمامها (أشهى وجبة) يمكن أن تحلم بها .. (جوزين) من (الأقدام) البضة ذات البشرة الملساء الناعمة التى تعبق بأرقى العطور الباريسية النفاذة .
- قوم يا راجل أطلع برة الكيس ده مد راسك شم (العطور) بتاعت (النسوان) ديل .. وشيل ليك (مصة مصتين) بى مزاج عشان تعمل ليكا شويت لياقه … إنت قايل ده دم (بوش) والا سلطة (دكوة ) ؟
- أحيييييا يا (نعمات) كرعينى ما إتهردن .. (وهى تنحنى وتهرش على قدمها) –) .. دى مصيبة شنو (البتعضعض) فينا دى !!
- وااااى يا (ثريا) أنا ذاتى ما قطعت (كرعينيى)
إلتفتت إنثى (البعوض) وهى تلتصق على (مرآة) العربة تهذب من شكلها وتمسح بقية (الوجبة) من فمها مخاطبة زوجها :
- تقول ليا أنا بمشى وين؟؟ هسع عرفت أنا بمشى وين؟؟ هسع حصل مصيت ليكا دم زى ده ؟ ما بس قاعد قدام الشاطئ (تنشن) للناس البجو من (غرب الحارات) و(شرق الحارات) يستحموا فى (النيل) الدمهم كلو (ويكه) و(فول) وبوش !!
- عليكى الله بطلى (النقه) وخلينى بعد (الاكلة) دى أخد ليا فى (الكيس) ده نومة شوية !!
فى قاردن سيتى :
توقفت العربة أمام الفيلا الفارهة نزلت (السيدتان) ثم قام (السائق) بالترجل من العربة وحمل (كيس الطلح) وهو يتبعهم إلى داخل الفيلا حيث أشارت إليه (نعمات) بأن يضعه على أحد كراسى (النجيلة) بينما أخرجت (أنثى البعوض) رأسها من الكيس وهو تخاطب زوجها بعد أن جالت ببصرها فى أرجاء الحديقة الوارفة :
- قوم أصحى شوية وعاين (للعز) ده ..
- (وهو يتمطى متثائباً) : هو أنحنا وصلنا ؟؟
- آآى وصلنا .. قوم خلينا نآخد لينا (جولة إستكشافية) فى المحل الجديد ده .
وخرجت (إنثى البعوض) وزوجها يحلقان بين أشجار الحديقة الوارفة وأزهارها الملونة ثم عادا إلى داخل كيس الطلح فى ذات الوقت الذى عادت فيه (نعمات) لأخذه إلى داخل الفيلا .
ما أن جلست (نعمات) على (الكرسى الوثير) حتى مدت يدها وكشفت عن (عنقها) وقالت وهى تخاطب (ثريا) :
- عليكى الله شوفى الحاجة القرصتنا دى عملت فينى شنو ؟؟ ( وهى تكشف لها عن أماكن اللسع) الحتت دى كلها ورمت وتحرق فينى زى النار
- والله أنا نفس الشئ يا (نعمات) جسمى كلو (إنهرد) .. أها شوفى
بمجرد أن كشفت (السيدتان) عن (أماكن اللسع) حتى هتفت (أنثى البعوض) وزوجها فى فرح وإنتشاء(بطنين) مسموع جعل (السيدتان) تصيحان فى وقت واحد وهن (تهرشان) :
- وووب علينا (البطنطن) ده ما (باعوض) .. الظاهر جاء مع (الطلح)
- عليكى الله يا (نعمات) رسلى ولدكم ده خليهو يجيب ليهو (مبيد) بى سرعة من (السوبرماركت) الباعوض ده قطع جلدنا !!
- خلاص إنتى فى المسافة دى أمشى حضرى (حفرة الدخان) عشان نقوم (نتدخن) ونمشى نحصل عرس ناس (إخلاص) ده !!
ما أن إستمعت إنثى البعوض لما قالته (ثريا) جارة (نعمات) وصديقتها عن إحضار (المبيد) حتى قالت مخاطبة زوجها :
- يلاك نتخارج الموضوع جاب ليهو مبيدات وأسلحة كيماوية
- ونمشى وين يعنى؟
- شنو نمشى وين ؟ ما نقعد(نعسكر) ليهم برة قدام الباب لمن يجو طالعين .. إنت ما شايف المسألة فيها أعراس و(حفلات) – مواصلة- يعنى الليلة نمص فى (الدم العسل) ده لامن نفتر !!
وتخارجت أنثى البعوض وزوجها وقبعا داخل (قفل الباب) الخارجى فى إنتظار خروج السيدتين من الفيلا لحضور (الحفل) بينما بدأت (السيدتان) فى تحضير مراسم عملية (الدخان) فى مكان منزو (خلف الحديقة) .
كانت فجوة (قفل الباب) دافئة تشجع على الإسترخاء مما جعل (أنثى البعوض) وزوجها ينعمان (بتعسيلة) إستمرت لساعة زمن لم تقطعها إلا حركة (أكرة القفل) وهى تدار وصوت (عزام) زوج (نعمات) يخاطب جارهم (مالك) زوج (بثينه) :
- النسوان ديل ح يأخرونا من عرس (الجماعة) ديل .. عاوزين (يتدخنو) وعاوزين يمشو (الكوافير) وعاوزين شنو وعاوزين شنو
- أفتكر إنو مشوا الكوافير (الصباح) بس فضلت حكاية (الدخان) دى
- هو برنامج (الدخان) ده فى ليهو لازم ما أول أمس (عملوهو)
ما أن قام (عزام) بالإمساك (بأكرة الباب) وفتحه داخلا إلى صالون الفيلا إلا كانت (إنثى البعوض) وزوجها قد هبطا على (كم) الجلابية الناصعة ، جلس عزام وجاره مالك فى (الصالون) الوثير يتناولان عصيرا باردا ينتظران ريثما تجهز زوجتيهما ثم ما لبث أن بدأ الهرش .
- والله حكاية عجيبة .. البيت ده أصلو ما فيهو (باعوض) لأنى كل يوم (جمعه) قاعد أجيب شركة النظافة (ترشو) .. الليلة البعوض الإنطلق فينا ده شنو؟؟
-(وهو يهرش) : والله شركات (النظافة الخاصة) دى إشاعة ساكت يجو يرشو (الفيلا) والحديقة رشة رشتين ويمشو !!
لم يمض وقت طويل حتى أطلت (نعمات وبثينة) فى كامل هندامهما :
- أها نحنا جاهزين خلاس نتحرك ؟
- إنتو فى نمشى ولا فى الباعوض القطع جلدنا ده !!
- كدى خليك من الباعوض ده أنا رسلت الولد يجيب ليهو مبيد – ثم متسائلاً- البنات ديل ما جو من (الكوافير) لى هسع ؟
- لا ما ح يجو بى جاى إتصلت فينى (نوسه) وقالت ح يمشوا (العرس) طوالى ..
فى طريقهم إلى العربة قالت (إنثى البعوض) وهى تخاطب زوجها الذى كان يجلس بجانبها فى (طرف) توب (نعمات) :
- شوف ما تمشى (الحفلة) دى وتقع (مص) من طرف والله الأيام دى فى أمراض وفيروسات تجيب خبرك أسرع من (المبيد) !
- ويعنى أعمل شنو ؟
- تعاين (للبشر) ديل كويس وأى زول ( معصعص) وناشف ما تقرب ناحيتو .. شوف بس الناس (المبغبغين) ونايرين
فى الحفلة :
لما كانت (الحفلة) داخل إحدى صالات الأفراح المغلقه (المعقمة) فلم يكن هنالك غير أنثى البعوض وزوجها اللذان جلسا فى هدؤ فى إنتظار (العشاء) على ذات (الطاولة) التى جلست عليها (نعمات وبثينه) وزوجيهما .. وقد كان العشاء (الدموى) دسماً وفى متناولهما تماما فكل (الجنس اللطيف) كان يرتدى فساتين تكشف عن بعض من (الصدر) وبعض من (الظهر) مع فتحات بين الأرجل تتفاوت فى القصر والطول
- عليك الله هسع الواحد (يمص) وين ولا (يمص) وين .. والله ده مولد ساكت .. هسع كان جبنا معانا (الأولاد) ما كان هيصو !!
- كدى إنت هيص لى روحك دى وأشبع الظروف ما معروفه بكرة (الحكومة) تمص باقى دم الناس دى وتخلينا (لايصين) ما عارفين (نمص) شنو
بدأت مراسم (الزفة الليزرية) وعلى نغمات أغنية (إتبخترى يا حلوة يا زينه) دخل (العريس) إلى القاعة وهو يمسك بيد (عروسه) ويمشيان فى خطوات بطيئة وهم يواجهان الإضاءة وعدسات كاميرات التصوير :
- العريس ده مالو يختى (بتقمز) كده ؟
- والله مش أولاد الزمن ديل هسع يكون (شامى) ليهو حاجة واللا شارب ليهو (مصيبة)
- عليك الله شوفيهو (بنطط) كيفن ؟
- هى إنتى فى ده كدى عاينى للعروس شوفيها بتنكرش كيفن ؟
والآن سيداتى سادتى يبدأ حفلنا .. سيداتى وسادتى يسرنا أن يكون نجم هذا الحفل فنان الشباب الفنان ذو الصوت الساحر الشجى (عادل أبوجضوم)
- انا خلاص شبعت (مص) لكن وحاتك (جضوم الفنان) ده إلا آخد ليا فيهن (مصةمصتين)
- والله أنا ذاتى شبعت .. خلاص ناخد لينا (مصة) ونمشى ننوم
فى هذه الأثناء كان (عادل أبو جضوم) يمسك بالمايك وهو يقوم يتلميع (جضومه) بمنديل أصفر جعل منه (هدفاً) واضحاً تتجه إليه (أنثى البعوض) وزوجها .
- ويييى مقدرة (يهرش) راجل المرة ده (يهرش) حلو (يهرش) حلا
وإستمر الفنان (عادل أبوجضوم) يهرش فى (جضومه) تارة باليمين وأخرى بالشمال وهو يغنى مما دعى (الشباب) الذين كانو فى حلقة (الرقص) يحاكون (حركاته الأنكراشية) بإعتبارها نوعا من (الرقص) الجديد !!
إنتهى (الحفل) وغادر المدعوون قام الفنان (أبوجضوم) و(شلته) بوضع (الأورغ) وبقية أدوات (الشغل) على (حافلة) المعلم (سيد) التى إتجهت نحو (أم درمان) حيث بعد الفراغ من توصيلهم إلى أماكنهم إتجه صوب (أب روف) حيث يسكن فى مواجهه حاج رمضان بائع الطلح .
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل حينما قام (المعلم سيد ) بإيقاف (الحافلة) أمام أكوام (الطلح) ، تأكد من قفل (الزجاج الجانبى) وزجاج (السواق) ، حمل صحن (الكوكتيل) الذى أحضرة كعادته من مكان (المناسبه) ثم (نزل) من الحافلة وقام بقفل (الباب) كعادته بقوة .
كان الصوت الذى أحدثه (المعلم سيد) وهو يقوم بقفل باب الحافلة كافيا لإيقاظ (إنثى البعوض) التى كانت تقبع نائمة داخل علبة السجائر المتسخة والتى (لكزت) زوجها وهى تقول له :
- عليك الله (الزول ده) مش ببالغ عديل كده ؟ كل يوم يجى زى المواعيد المتأخرة دى ويصحينا من النوم !! والله كنت بحلم ليا فى جنس حلم … خليهو ساااكت
!!
- معقوله بس اليوم كلو طافشة من البيت وحايمه ما تجى إلا آخر الليل
- (وهى تضم جناحاً وتفرد آخر) : يعنى كمان عاوزنى إتكسر وأقعد أقابلك؟؟ وبعدين هسع كان طفشت وين ما طفشت يعنى ح أبعد ليا أكتر من خمسين متر؟
-(فى حزم) : خمسين متر .. عشرين متر إنتى (زوجه) وعندك إلتزامات زوجيه و..
-(تقاطعه): إلتزامات أسرية بتاعت شنو؟؟ أكتر من إنى أولد ليك قبل يومين (خمسمية وستين) من ولد لى بت تانى أعمل ليك شنو؟؟
-(يجر واطى) : أها قولى ما عاوز منك حاجة .. أها بتمشى وين؟؟
- كمان جابت ليها شكوك؟؟ والله حكاية عجيبة ..إنت ما شايف براك المعيشة بقت صعبة كيف؟؟ دم (مغذى) نمصو مافى .. البشر الشايفم (ساكنين) هنا ديل كلهم (بولوتاريا) وعندهم (أنيميا) ودمهم (تعبان) وملان (فيروسات) شئ (ملاريا) وشئ (تايفويد) وشئ ما بعرفو شنو؟؟
- وقاعده تمشى (تاكلى) وين طيب؟
- ما قاعدة (أشرك) لى نسوان (المسؤولين) والتجار (الكبار) القاعدين يجو يشتروا (الشاف) و(الطلح) من (حاج رمضان) القاعد فى الشاطئ داك .. القاعدة تجى من (المنشية) والبتجى من (قاردن سيتى) ومن (كافورى) عليك أمان الله لو ما كل يوم بلقى ليا (مصة مصتين) دم من ديل كان رقدت سلطه من زماااانك !زى ده ؟؟
- أوريك شنو هو إنت فاضى ليا ؟ ما اليوم كلو نائم و(مركلس)!!
فجأة قطعت حديثها وهى تشير له نحو العربة الفارهه التى توقفت أمام محل (حاج رمضان) الذى كان يفترش أكوام (الشاف والطلح)
- (وهى تطير) : أها لو عاوز تمص ليك (دم) مظبط تعال معاى للنسوان المرتاحات الجو بالعربية ديل !!
فى تلك اللحظة كان الباب الخلفى للعربة الكامرى البيضاء الفارهه يفتح وتنزل منه (سيدتان) فى مقتبل العمر تبدو عليهن علامات الدعة و(الترطيب) مما لا يدع مجالا للشك بأنهن ينتمين إلى إحدى شرائح المجتمع الموسرة (الجديده) من مسؤولين ، أثرياء غفلة ، سماسرة يخوت ، أو تجار (إغاثات) … الثياب اللندنية المشجرة التى إنحسرت عن (شعر) أسود مصفف حالك تتخلله (خيوطا) من (الميج الذهبى) التى تنسجم مع (الأقراط) الذهبية المتدلية من (الأذنين) ، البشرة (الرايقه) البيضاء التى زادها (الدخان) إحمرارا مصفر مائل إلى اللون النحاسى تجعل من (الحنة السوداء) الداكنة المنقوشة بعناية على القدمين والراحتين شيئا خرافياً .
بينما كان (السائق) الذى يرتدى (بدلة سفارى) بنية اللون ويضع نظارة شمسية (على الرغم من أن الشمس على وشك مفارقة السماء) يقوم بوضع (شريط كاسيت) هابط وهو يثبت (سماعة) الموبايل على أذنيه كانت إحدى السيدتين تخاطب (حاج رمضان) بائع الطلح بينما وقفت الأخرى بجانبها وهى تمسك بالموبايل بيدها :
- أدينا يا حاج (طلح) بى عشرين ألف بس يكون كويس
بينما كان (الحاج) يقوم بوضع (الطلح) على (الكيس) كانت (أنثى البعوض) قد إتخذت لها موقعاً إستراتيجياً متقدما محدده هدفها بدقة وهو (رقبة) إحدى السيدتين فى ذات المكان الذى يتدلى منه (كرسى جابر) :
- (وهى تنتفض وتهرش على مكان العضة) : واااى يا ثريا قرصتنى حاجه .. (مواصلة) إنت يا حاج الشاطئ بتاعكم ده مالو كده ؟؟
- ده يا بتى (البعوض)
- لكن يا حاج (باعوضكم) ده ما ببالغ عدييييل كده .. والله (قرصتا) ذى النار !!
لم يكد (حاج رمضان) ينتهى من ربط (كيس الطلح) وتجهيزه حتى صاحت (السيدة الأخرى) وهى تهرش مكان (إستيك الساعة) الغاطس على معصمها المتورد :
- أحييييا .. والله كلامك صاح يا (نعمات) .. والله يا حاج عندكم هنا حاجات فظيعه !!
فى تلك الأثناء كان (ذكر البعوض) قد جلس أمام (زوجته) على حافة (كيس الطلح) وهو يمسح فمه بعد تلك (المصة) لتلك (الفصيلة العسلية) من الدم التى لم يسبق له أن إرتشف مثلها !!
قامت (ثريا) بنقد الحاج عشرة ألاف جنية جديدة فى ذات اللحظة التى قام فيها (السائق) بالنزول من العربة وحمل الكيس لوضعه داخل (الضهرية) غير أن (ثريا) لسبب أو لآخر قد أشارت إليه بأن يضعه معهن فى المقعد الخلفى الذى جلستا عليه بينما إنطلقت العربة من (شاطئ أب روف) بشارع النيل فى إتجاه (كبرى النيل الأزرق) .
أطلت (انثى العوض)من (كيس الطلح) المستلقى على أرضية العربه فوجدت أمامها (أشهى وجبة) يمكن أن تحلم بها .. (جوزين) من (الأقدام) البضة ذات البشرة الملساء الناعمة التى تعبق بأرقى العطور الباريسية النفاذة .
- قوم يا راجل أطلع برة الكيس ده مد راسك شم (العطور) بتاعت (النسوان) ديل .. وشيل ليك (مصة مصتين) بى مزاج عشان تعمل ليكا شويت لياقه … إنت قايل ده دم (بوش) والا سلطة (دكوة ) ؟
- أحيييييا يا (نعمات) كرعينى ما إتهردن .. (وهى تنحنى وتهرش على قدمها) –) .. دى مصيبة شنو (البتعضعض) فينا دى !!
- وااااى يا (ثريا) أنا ذاتى ما قطعت (كرعينيى)
إلتفتت إنثى (البعوض) وهى تلتصق على (مرآة) العربة تهذب من شكلها وتمسح بقية (الوجبة) من فمها مخاطبة زوجها :
- تقول ليا أنا بمشى وين؟؟ هسع عرفت أنا بمشى وين؟؟ هسع حصل مصيت ليكا دم زى ده ؟ ما بس قاعد قدام الشاطئ (تنشن) للناس البجو من (غرب الحارات) و(شرق الحارات) يستحموا فى (النيل) الدمهم كلو (ويكه) و(فول) وبوش !!
- عليكى الله بطلى (النقه) وخلينى بعد (الاكلة) دى أخد ليا فى (الكيس) ده نومة شوية !!
فى قاردن سيتى :
توقفت العربة أمام الفيلا الفارهة نزلت (السيدتان) ثم قام (السائق) بالترجل من العربة وحمل (كيس الطلح) وهو يتبعهم إلى داخل الفيلا حيث أشارت إليه (نعمات) بأن يضعه على أحد كراسى (النجيلة) بينما أخرجت (أنثى البعوض) رأسها من الكيس وهو تخاطب زوجها بعد أن جالت ببصرها فى أرجاء الحديقة الوارفة :
- قوم أصحى شوية وعاين (للعز) ده ..
- (وهو يتمطى متثائباً) : هو أنحنا وصلنا ؟؟
- آآى وصلنا .. قوم خلينا نآخد لينا (جولة إستكشافية) فى المحل الجديد ده .
وخرجت (إنثى البعوض) وزوجها يحلقان بين أشجار الحديقة الوارفة وأزهارها الملونة ثم عادا إلى داخل كيس الطلح فى ذات الوقت الذى عادت فيه (نعمات) لأخذه إلى داخل الفيلا .
ما أن جلست (نعمات) على (الكرسى الوثير) حتى مدت يدها وكشفت عن (عنقها) وقالت وهى تخاطب (ثريا) :
- عليكى الله شوفى الحاجة القرصتنا دى عملت فينى شنو ؟؟ ( وهى تكشف لها عن أماكن اللسع) الحتت دى كلها ورمت وتحرق فينى زى النار
- والله أنا نفس الشئ يا (نعمات) جسمى كلو (إنهرد) .. أها شوفى
بمجرد أن كشفت (السيدتان) عن (أماكن اللسع) حتى هتفت (أنثى البعوض) وزوجها فى فرح وإنتشاء(بطنين) مسموع جعل (السيدتان) تصيحان فى وقت واحد وهن (تهرشان) :
- وووب علينا (البطنطن) ده ما (باعوض) .. الظاهر جاء مع (الطلح)
- عليكى الله يا (نعمات) رسلى ولدكم ده خليهو يجيب ليهو (مبيد) بى سرعة من (السوبرماركت) الباعوض ده قطع جلدنا !!
- خلاص إنتى فى المسافة دى أمشى حضرى (حفرة الدخان) عشان نقوم (نتدخن) ونمشى نحصل عرس ناس (إخلاص) ده !!
ما أن إستمعت إنثى البعوض لما قالته (ثريا) جارة (نعمات) وصديقتها عن إحضار (المبيد) حتى قالت مخاطبة زوجها :
- يلاك نتخارج الموضوع جاب ليهو مبيدات وأسلحة كيماوية
- ونمشى وين يعنى؟
- شنو نمشى وين ؟ ما نقعد(نعسكر) ليهم برة قدام الباب لمن يجو طالعين .. إنت ما شايف المسألة فيها أعراس و(حفلات) – مواصلة- يعنى الليلة نمص فى (الدم العسل) ده لامن نفتر !!
وتخارجت أنثى البعوض وزوجها وقبعا داخل (قفل الباب) الخارجى فى إنتظار خروج السيدتين من الفيلا لحضور (الحفل) بينما بدأت (السيدتان) فى تحضير مراسم عملية (الدخان) فى مكان منزو (خلف الحديقة) .
كانت فجوة (قفل الباب) دافئة تشجع على الإسترخاء مما جعل (أنثى البعوض) وزوجها ينعمان (بتعسيلة) إستمرت لساعة زمن لم تقطعها إلا حركة (أكرة القفل) وهى تدار وصوت (عزام) زوج (نعمات) يخاطب جارهم (مالك) زوج (بثينه) :
- النسوان ديل ح يأخرونا من عرس (الجماعة) ديل .. عاوزين (يتدخنو) وعاوزين يمشو (الكوافير) وعاوزين شنو وعاوزين شنو
- أفتكر إنو مشوا الكوافير (الصباح) بس فضلت حكاية (الدخان) دى
- هو برنامج (الدخان) ده فى ليهو لازم ما أول أمس (عملوهو)
ما أن قام (عزام) بالإمساك (بأكرة الباب) وفتحه داخلا إلى صالون الفيلا إلا كانت (إنثى البعوض) وزوجها قد هبطا على (كم) الجلابية الناصعة ، جلس عزام وجاره مالك فى (الصالون) الوثير يتناولان عصيرا باردا ينتظران ريثما تجهز زوجتيهما ثم ما لبث أن بدأ الهرش .
- والله حكاية عجيبة .. البيت ده أصلو ما فيهو (باعوض) لأنى كل يوم (جمعه) قاعد أجيب شركة النظافة (ترشو) .. الليلة البعوض الإنطلق فينا ده شنو؟؟
-(وهو يهرش) : والله شركات (النظافة الخاصة) دى إشاعة ساكت يجو يرشو (الفيلا) والحديقة رشة رشتين ويمشو !!
لم يمض وقت طويل حتى أطلت (نعمات وبثينة) فى كامل هندامهما :
- أها نحنا جاهزين خلاس نتحرك ؟
- إنتو فى نمشى ولا فى الباعوض القطع جلدنا ده !!
- كدى خليك من الباعوض ده أنا رسلت الولد يجيب ليهو مبيد – ثم متسائلاً- البنات ديل ما جو من (الكوافير) لى هسع ؟
- لا ما ح يجو بى جاى إتصلت فينى (نوسه) وقالت ح يمشوا (العرس) طوالى ..
فى طريقهم إلى العربة قالت (إنثى البعوض) وهى تخاطب زوجها الذى كان يجلس بجانبها فى (طرف) توب (نعمات) :
- شوف ما تمشى (الحفلة) دى وتقع (مص) من طرف والله الأيام دى فى أمراض وفيروسات تجيب خبرك أسرع من (المبيد) !
- ويعنى أعمل شنو ؟
- تعاين (للبشر) ديل كويس وأى زول ( معصعص) وناشف ما تقرب ناحيتو .. شوف بس الناس (المبغبغين) ونايرين
فى الحفلة :
لما كانت (الحفلة) داخل إحدى صالات الأفراح المغلقه (المعقمة) فلم يكن هنالك غير أنثى البعوض وزوجها اللذان جلسا فى هدؤ فى إنتظار (العشاء) على ذات (الطاولة) التى جلست عليها (نعمات وبثينه) وزوجيهما .. وقد كان العشاء (الدموى) دسماً وفى متناولهما تماما فكل (الجنس اللطيف) كان يرتدى فساتين تكشف عن بعض من (الصدر) وبعض من (الظهر) مع فتحات بين الأرجل تتفاوت فى القصر والطول
- عليك الله هسع الواحد (يمص) وين ولا (يمص) وين .. والله ده مولد ساكت .. هسع كان جبنا معانا (الأولاد) ما كان هيصو !!
- كدى إنت هيص لى روحك دى وأشبع الظروف ما معروفه بكرة (الحكومة) تمص باقى دم الناس دى وتخلينا (لايصين) ما عارفين (نمص) شنو
بدأت مراسم (الزفة الليزرية) وعلى نغمات أغنية (إتبخترى يا حلوة يا زينه) دخل (العريس) إلى القاعة وهو يمسك بيد (عروسه) ويمشيان فى خطوات بطيئة وهم يواجهان الإضاءة وعدسات كاميرات التصوير :
- العريس ده مالو يختى (بتقمز) كده ؟
- والله مش أولاد الزمن ديل هسع يكون (شامى) ليهو حاجة واللا شارب ليهو (مصيبة)
- عليك الله شوفيهو (بنطط) كيفن ؟
- هى إنتى فى ده كدى عاينى للعروس شوفيها بتنكرش كيفن ؟
والآن سيداتى سادتى يبدأ حفلنا .. سيداتى وسادتى يسرنا أن يكون نجم هذا الحفل فنان الشباب الفنان ذو الصوت الساحر الشجى (عادل أبوجضوم)
- انا خلاص شبعت (مص) لكن وحاتك (جضوم الفنان) ده إلا آخد ليا فيهن (مصةمصتين)
- والله أنا ذاتى شبعت .. خلاص ناخد لينا (مصة) ونمشى ننوم
فى هذه الأثناء كان (عادل أبو جضوم) يمسك بالمايك وهو يقوم يتلميع (جضومه) بمنديل أصفر جعل منه (هدفاً) واضحاً تتجه إليه (أنثى البعوض) وزوجها .
- ويييى مقدرة (يهرش) راجل المرة ده (يهرش) حلو (يهرش) حلا
وإستمر الفنان (عادل أبوجضوم) يهرش فى (جضومه) تارة باليمين وأخرى بالشمال وهو يغنى مما دعى (الشباب) الذين كانو فى حلقة (الرقص) يحاكون (حركاته الأنكراشية) بإعتبارها نوعا من (الرقص) الجديد !!
إنتهى (الحفل) وغادر المدعوون قام الفنان (أبوجضوم) و(شلته) بوضع (الأورغ) وبقية أدوات (الشغل) على (حافلة) المعلم (سيد) التى إتجهت نحو (أم درمان) حيث بعد الفراغ من توصيلهم إلى أماكنهم إتجه صوب (أب روف) حيث يسكن فى مواجهه حاج رمضان بائع الطلح .
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل حينما قام (المعلم سيد ) بإيقاف (الحافلة) أمام أكوام (الطلح) ، تأكد من قفل (الزجاج الجانبى) وزجاج (السواق) ، حمل صحن (الكوكتيل) الذى أحضرة كعادته من مكان (المناسبه) ثم (نزل) من الحافلة وقام بقفل (الباب) كعادته بقوة .
كان الصوت الذى أحدثه (المعلم سيد) وهو يقوم بقفل باب الحافلة كافيا لإيقاظ (إنثى البعوض) التى كانت تقبع نائمة داخل علبة السجائر المتسخة والتى (لكزت) زوجها وهى تقول له :
- عليك الله (الزول ده) مش ببالغ عديل كده ؟ كل يوم يجى زى المواعيد المتأخرة دى ويصحينا من النوم !! والله كنت بحلم ليا فى جنس حلم … خليهو ساااكت
!!